[size=25]أختي الاتحادية:
إن موضع قدمك على ثرى هذا الحرم الجامعي ،هوحلم تتمناه كل اخت تعيش بعيداً
عنه ، ومستعدة لأن تبذل الغالي والنفيس في سبيل أن تصل الى هذا الحرم
أياماً أو ساعات معدودة ، تزين بها صحائف أعمالها ، وتثقل بها موازين
حسناتها ..
فهلاّ حافظتي على موضع قدمك ، و ثرى أرضك ، فإن النعم تدوم بالشكر ،وتزول بالكفر .
أختي الاتحادية:
هذا لقب غالي وشرف عالي ... لا يناله إلا من يستحقه ، ولا يحمله إلا من هو
أهل له .. فهلاّ سألت نفسك : هل أنا استحقه ؟! وهل أنا أهل له ؟! هل أديت
حقه وعرفت قدره وفضله ؟!
إن من حقه عليك أن تكوني مكية فعلاً وقولاً ، ظاهراً وباطناً ، قلباً وقالباً ، فالاتحادية لها تبعات كبيرة ، ومسئوليات عظيمة .
أختي الاتحادية :
إن بنات الإسلام ينظرن إليك نظرة إجلال وتقدير ... فأنت حفيدة الصحابيات
... ووارثة امهات المومنين... فالخير ما فعلت .. والشر ما تركت ..
القلوب إليك تهفو .... والنفوس بك تسمو .... فهلاّ كنت للأمانة معظمة ... وللفضيلة ناشرة ....
أنت القدوة ..... فلا تسنّي إلا الحسنة ... وأنت القائدة ....فلا تقودي إلا الطيب .
أختي يا ابنة الااتحاد :
ابحثي عن إيمانك الكامن بين حناياك ، ابذلي الجهد لرفع درجاتك وزيادة حسناتك ، وليكن الإخلاص شعارك …. والإتقان دثارك …
حافظي على صلواتك، فهي نور دربك ، وجلاء ذنبك ، وصدق إيمانك ..
وهي زادك في طريقك … وشمعة تضيء ظلام نفسك..
تلمسي حجابك …. فهو تاج رأسك …. وعز حياتك … أنت به درة مصونة ولؤلؤة مكنونة … وبدونه حلوى مكشوفة … وسلعة رخيصة .
أحفظي حيائك … فهو سر جمالك … وعنوان إيمانك …. فقد عزّ وجوده … وقلّ أهله .. وغاب ذكره … أنت به حرة عزيزة …وبدونه أمة ذليلة .
حسني خلقك … وأحسني قولك … يعظم أجرك وترفع درجتك … فيرضى ربك .. ويحبك من حولك .
يا ابنة الاتحاد:
يا مربية الأجيال … ومحضن الأبطال … ومعقد الآمال … أبناؤك عقد يزين جيد
الأمة … وشعار فخر يضيء جبينها. .. هم ثمرة جهدك … وحصاد غرسك .
ازرعي الإيمان في قلوبهم … واغرسي الولاء في نفوسهم … الولاء لربهم ودينهم وولاة أمرهم .
ربيهم على حب الله ورسوله وصحبه الكرام ... وأرضعيهم جميل الوفاء وحسن العهد وشكر النعم .
فأنت أم لكل مخلص متفان ... وأنت أخت لكل محب معطاء ... وبنت لكل صادق ناصح..
أنت أهل لكل هذا .. ما أخلصت النية ونصحت الذرية وأديت المسئولية .
أخيراً يا ابنة الاتحاد:
أوصيك ونفسي بأمرين مهمين : الشكر والاستغفار ، شكر يحفظ النعمة ،
واستغفار يرقع الخلل ، عسى ربنا أن يتقبل ما منّ به علينا من طاعة ،
ويتجاوز عما قصرنا فيه من خلل وما أكثره !
يقول التابعي بكر المزني – رحمه الله – قلت لأخ لي : أوصني ! فقال : ما
أدري ما أقول ! غير أنه ينبغي لهذا العبد ألا يفتر من الحمد والاستغفار ،
فإن ابن آدم بين نعمة وذنب ، ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر ، ولا
يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار .
[/size]