سعود منذر
عضو برونزي
 عدد الرسائل : 33
العمر : 29
مستوى النضال : 118
تاريخ التسجيل : 18/05/2010
 | | موضوع: غزة قلب العرب الأربعاء مايو 19, 2010 10:05 am | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].. شمس الأمل ..
ما أن تبزغ شمس يوم من أيام غزة إلا وتتشدق به الأبصار أملاً بفرج من الله قريب .. يستيقظ الأهالي _ إن منَّ عليهم الرحمن بغفوة بسيطة بين أحضان الصواريخ المتهاطلة _ ليذهبوا لبيت الله_ إن استطاعوا الخروج _ لأداء الفريضة ثم يعودون[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إلى منازلهم وسط الظلمة الحالكة التي عمت القطاع منذ أشهر دون نصير أو شفيق من العرب ..
.. من دخل بيت الله فهو آمن !! ..
ولا شك في ذلك أبداً بل أنها كانت تُعد لليهود والمشركين أمنا من الفاتحين حين فتح مكة .. ولا زالت آمنة في جميع الدول الإسلامية .. أما لدينا في غزة فشعارنا أصبح
||~ من دخل بيت الله او حتى سكن بجواره فقد استحق الموت ..! ~||
ولا عجب في ذلك فقد تمرغ المسلمين بوحل الذلة والهوان .. والرضوخ والاستسلام فما عادوا يقوون على دحض الإهانة التي تصيب مقدساته .. أو حتى الدفاع عنها بكلمة حق عند سلطان جائر..
في بيوت الله مشهد مختلف لدينا .. مشهد يقترن بالخشوع والرهبة حتى أصبح جزء لا يتجزء منهما أبداً.!!!
ما أن يدخل المصلين من بوابة المسجد .. حتى تتعلق أبصارهم بسقفه وبوابته الرئيسية وفي خاطر أحدهم سؤال واحد فقط ولا مجيب له سوى القدر .. هل سأخرج من هذه البوابة لأعود لبيتي أم أسكن أول منازل آخرتي ؟؟ يقطع أفكار المتسائل تكبيرة الإمام ليرتص الجميع الشيخ والكبير والصغير ويدخلوا في لقاء مع الله وحده يدعوا به من شاء ربه.. وما هي إلا لحظات قليلة ثم تُسمع دوي الطائرات الحربية في كل مكان .. تتزعزع قلوب الأطفال وتقترب بكل خفاء ورهبة الى من بجانبها حتى تكون ملاصقة تماما ,, وهنا ترتفع أكف المصلين لدعاء القنوت فيضج المسجد بالبكاء أملا بأن يفرجها الله على هذا الشعب الأعزل .. يسلم الإمام والطائرات لا زالت تحلق .. ثم يقوم ليقيم الصلاة فيجمع بين الصلاتين وهكذا تتكرر المأساة في كل يوم وفي كل صلاه.. بيوت تفتقر الحياة ..
وإن صح التعبير فهي بيوت ميتة مع بقاء أصحابها أحياء بفضل من الله .. هذه البيوت تنعدم منها الضروريات .. فلا كهرباء ولا ماء ولا وقود لطهي الطعام بل لا أمان فيها فهي بيوت إرهابية تطلق نيران موتها على العدو فتستحق الهدم بصواريخ أوزانها عشرات الأطنان لتحولها أثراً بعد عين ..
عادة يتجمع سكان هذه البيوت في حجرة من حجر المنزل تعد هي الأكثر أمنا على من فيها في حال طالت البيت شظايا غادرة من صاروخ عابر ... يتجمعون فيها ملتصقين بجانب بعضهم البعض وقد فتحت النوافذة بشكل جزئي كي لا تتحطم من ضغط الهواء إن وقع صاروخ هنا أوهناك فيتناثر الزجاج على من في الحجرة لترديهم بين جرحى و أشلاء منثورة .. فيلتحفون البرد ويتوسدون الزوايع وتغطيهم الرياح .. ومع هذا تلهج الألسن بالحمد لله على أنهم بخير وربما في أمان ..!!!
أما الإنارة في تلك الحجرة فحدث ولا حرج .. نور خافت أصفر ينطلق من "فانوس" يعود بأصله لعصر الرسول والصحابة .. لا نكاد نرى معه شيئا بل أنه من يدخل للحجرة قد يتعرقل بما في الأرض لضعف الرؤية .. ولكن على كل حال فهو يؤدي الغرض ..
نجلس على هذه الحال وتقرع قلوبنا أصوات الصواريخ التي لو انقطعت عنا فترة من الوقت دُهشنا من انقطاعها .
اعتدنا على سماع دوي الطائرات .. وأصوات الزنانات فلا ترهبنا ولا تخيفنا .. في تلك الأجواء الأسرية التي ربما تكسر العزيمة وتحبط النفس عند بعضكم إن عاشها وما تزيدنا نحن إلا شدة وقوة _ تلك الأجواء التي غزلت خيوطها أنظمة عربية وأحبكت نسجها أنظمة صهيوأمريكية _ نلتف حول المذياع الذي يعمل بالبطريات التي ما تلبث الا وتفرغ فنهرع الى أي سوق لنشتري أخرى والثمن أضعاف ثمنها الأصلي والسبب الحصار !! .. نلتف حول ذلك المذياع فتارة نبكي وتارة نكبر وتارة نهرع إلى الله بالدعاء عسى الله يفرِّج الغمة ويُزيل الهم ..
.. سماء مفخخة وأرض ملتهبة ..
وهنا مشهد أكثر خطراً وقسوة ومع ذلك فهو أكثر شرفاً وعزة ..
مشهد رجال عاهدوا الله ثم عاهدوا شعبهم بأن لا يدخل أبناء بنوا الأصفر الى أرضهم إلا على جثثهم ..
مشهد يملئ النفس بالفخر الاعتزاز ,, ويحثها على التضرع والالتجاء إلى الله ليحمي هؤلاء الرجال من كيد الغاصبين .. | |
|
